رحـلـة الحجاز و عسير و نجران
* تم تسجيل أحداث هذه الرحلة في نفس العام الذي وقعت فيه ، لذا اقتضى التنويه.
بسم الله الرحمن الرحيم
( وبالله التوفيق )
رحلة الحجاز , وعسير , ونجران
تغرب عن الأوطان في طلب العلا تفرج هـم واكـتـسـاب مـعـيــشــة و إن قــل في الأٍسفار غم وكربـه فـمـوت لـفتى خير له مـن حياتـه | وسافر ففي الأسفار خمس فوائد وعــلـم وآداب وصـحـبـة مـاجـد وتشـتت شمل و ارتكاب شدائد بـدار هـوان بـيـن واش وحـاسد |
نحمد الله ونشكره ونثني عليه ونصلي ونسلم على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فلقد شاء الله تعالى أن نقوم برحلة لنتطلع ونتعرف على أنحاء مملكتنا الفسيحة الأرجاء البعيدة المدى بعد أن من الله عليها بملك عادل قوم اعوجاجها وأمن مخاوفها جلالة القائد الرائد / فيصل بن عبد العزيز حفظه الله وأطال في عمره ليكون ناصراً ومؤيداً للحق والعدالة وأن ينصر به الإسلام والمسلمين أنه سميع مجيب . وهي مكونة من الأخوة / محمد بن عثمان الحليله . حمود بن عبد الله الحمود , محمد بن عبد العزيز الحجي . محمد إبراهيم العتيق . محمد بن عبد الرحمن الأحيدب
محمد بن عبدالرحمن الأحيدب
وهو من قام بتسجيل أحداث هذه الرحلة
فالشاعر طلب في رحلته خمس فوائد ونحن خمسة أخوة متكاتفين فكلمتنا واحدة ورأينا واحد لا أحد يخرج على الثاني متعاونين فيما بيننا ففي يوم الأربعاء الخامس عشر ليلة الخميس 16-6-1392هـ وفي الساعة 4/1, 12 زوالي ليلاً مشينا من الرياض وعلى السيارة البوقس تويوتا العائدة ملكيتها للأخ محمد الحليله
و استمرينا في طريقنا حتى الفجر حيث صلينا الفجر في مفرق القصيم وبتنا بها به وفي الساعة 2/1 , 8 صباحاً توجهنا إلى القصيم وتناولنا إفطارنا بالمذنب ولم نجلس به وقتاً طويلاً ثم واصلنا سيرنا إلى عنيزة حيث تناولنا الغداء عند الأخ إبراهيم الملوحي وأكرمنا أحسن إكرام ودخلنا مدينة عنيزة للتجول بها ووجدنا الأخ إبراهيم الجمايلي وعبدالله العيد وفهد الربيش ثم تناولنا العشاء عند الجطيلي والعيد بعد المغرب خارج المدينة حيث سمرنا سوياً ثم نزلنا إلى ملاعب السويل حيث يوجد حفل زواج وسمر وقضينا أول الليل بين الأشعار والطبول والأفراح , ثم خرجنا من الملعب وأمرحنا في ملعب الكورة في عنيزة وكان بيننا موعداً مع الأخ فهد الربيش للفطور وبع ما تناولنا إفطارنا واصلنا السفر إلى بريدة ووصلناها حوالي الساعة 9 زوالي من يوم الجمعة وكان لدينا فكرة أن نقيم بها ثم واصلنا السفر حتى انتهى بنا المقام في كبرى الدليمية وجلسنا به وتناولنا الغداء حيث أخذنا بعض الراحة ثم غادرنا الساعة 4 زوالي بعد الظهر حيث واصلنا السفر إلى المدينة وقد مررنا بعدة قرى منها عقلة الصقور , والحناكية وصلنا المدينة ليلة السبت الساعة 10 ليلاً وفي الصباح دخلنا المدينة وذهبنا إلى المسجد النبوي الشريف وأدينا ما كتبه الله لنا من الصلاة ثم سلمنا على النبي عليه الصلاة والسلام وخرجنا إلى السوق للتمشي وذهبنا إلى سكة الحديد الموجودة بالمدينة وأخذنا عنها فكرة حيث تمشينا بالمحطة ويوجد بها قاطرات وعربات ومخازن وفي الساعة 2/1 , 10 ظهراً مشينا من أجل أن نمر بالخيف حيث الأخ عوض بن ثابت الأحمدي ذكر لنا أنه موجود ولم يسافر وبعد وصولنا إلى الخيف سألنا عنه فذكر لنا أنه سافر إلى الرياض ثم واصلنا السفر وتغدينا في كبرى الخيف ثم جلسنا بعض الوقت بها من أجل الراحة والتبريد إلا أن العواصف لم تمكننا من الجلوس بعد ذلك مشينا الساعة 4 بعد الظهر من يوم السبت حتى وصلنا مدينة مستورة بعد العصر حيث شربنا الشاي ثم اتجهنا إلى جدة حيث وصلناها وتمشينا بها أول الليل ثم خرجنا الساعة ( 10 ) ليلاً وتعشينا خارج المدينة ونمنا وفي الصباح من يوم الأحد نزلنا إلى داخل جدة وكان لنا أمل أن نقضي بها يومين إلا أن جوها لم يساعدنا ثم نزلنا إلى السوق وأخذنا بعض الارزاق وبعد أن تغدينا وأخذنا راحتنا كاملة مشينا الساعة ( 4 ) بعد الظهر متوجهين إلى مكة المكرمة حيث وصلنا ها بعد العصر واعتمرنا وتمشينا في سوق مكة وخرجنا وأمرحنا في عرفات من ليلة الاثنين وفي صباح الاثنين توجهنا إلى الطائف ووصلنا الساعة 4/1 , 10 وأفطرنا وبعد ذلك دخلنا السوق للتمشي وكان لنا أمل أن نجلس في الطائف بعض الأيام إلا أننا لم نقيم بها إلا ليلة واحدة ثم خرجنا للتمشي خارج الطائف حيث ذهبنا إلى الشفاء ولم نجلس به أي وقت بعد ذلك نزلنا وتغدينا في وادي بين الشفاء والطائف وفي صباح يوم الثلاثاء وفي الساعة 3/1 , 10 صباحاً توجهنا من الطائف إلى عسير حيث تبدأ رحلة عسير وقد استمرينا في سيرنا على خط الإسفلت وكان منظراً جذاباً حيث أشجار السدر والطلح.
وكان الجو مغيم وقد مررنا بعدة أودية منها وادي تربة وجلسنا به حيث تغدينا وغسلنا من الغيل ( الماء الحائر ) الذي يمشي في الوادي وهو من أكبر الأودية الموجودة على الطريق حيث يوجد به كبرى كبير ثم واصلنا السفر بعد الظهر من يوم الثلاثاء حتى وصلنا إلى الجبل الحالي المشهور المسمى شمرخ ومنه بدأنا في الصعود إلى بلاد غامد وزهران حيث وصلنا إلى بلاد زهران مارين بربوع قريش ثم قرية الحسن وقرية الخولة فالاطاوله ثم بني يسار ثم الحاوية ثم الخديدة , فبلاد غامد حيث وصلنا الباحة قبل صلاة المغرب وتمشينا بسوقها ثم خرجنا من الباحة على الطريق الممهد والباحة مدينة باردة في نفس الوقت ثم استمرينا في السير حتى وصلنا الظفير ووادي فيق حيث أقمنا به من أجل النوم والراحة لعدم وجود أمكنه نرتاح بها وهذا الوادي مكسي بالأشجار المختلفة في السهل والوعر ووجدنا السيل وغسلنا منه وهذا الوادي يعتبر من بلاد غامد , ثم قرية الخبر . فبني سالم وكل هذه القرى التي مررنا بها يعجز الإنسان عن الوصف الكامل لما تتحلى به من الأشجار الباسقة والماء العذب وكرم أهاليها والجو البارد فهي غنية عن الوصف لا يصدق الإنسان عما قيل فيها إلا بعد أن يرى بعينيه بعد ذلك يكون على حقيقة مما راء وفي صباح الأربعاء 22/6/1392هـ واصلنا السفر مخترقين الطريق المؤدي بنا حسب الاتجاه بين الأشجار مثل السدر والطلح وبعض المزارع إلى مدينة بلجرشي وتمشينا بها حوالي الساعة 4/1 , 9 صباحاً وأخذنا بعض الأرزاق وخرجنا منها ثم استمرينا في بلاد السرايا حيث مررنا ببعض القرى التي على جانب الطريق منها بلدة الحال وبلدة بني هلال وبلدة الحميد وبلدة الفرع , حتى وصلنا إلى بلاد شمران ونحن مستمرين في سيرنا لم نتوقف وقد مررنا ببعض القرى التي تعرفنا على أسمائها منها قرية فوقان . قرية آل قادم . قرية شقيق . قرية البضاضة . قرية الحميد . سبت العلايا حيث توقفنا بها وأخذنا بنزين للسيارة وارتحنا بها بعض الوقت وذلك في الساعة 12 ظهراً مشينا مارين بقرية ثما . سبت أو حجاب قرية آل سليمان وقرية الفيك . قرية الزراية . قرية الرابح . قرية بني سالم . قرية مسلمة. قرية آل الشيخ . بلاد بني عمرو , قرية السرو .قرية حلباء ثم وصلنا إلى عقبة عالية شاهقة تسمى عقبة الطلحة فقرية آل حصباء فقرية الخضراء . قرية الجبر ثم وصلنا إلى مدينة النماص وذلك بعد عصر يوم الأربعاء الموافق 22/6/1392هـ وتعتبر النماص من أعلى البلدان في الجنوب وهي باردة جداً أهلها يرحلون في الأوقات الموسمية إلى تهامة وفي الصيف يعودون إليها . لاسيما البدو الرحل الذين يوجد لديهم الماشية من أجل شدة البرد في النماص والدفء في تهامة
وجو النماص بارد كما ذكرنا إلا أنه يمتاز برطوبة وتعتبر النماص من أحسن المدن التي مررنا بها حيث أنها تقع في أرض مصطحبه نسبيا فالجبال قليلة وهي أرض زراعية بدائية ماءها عذب يزرعون الذره وبعض الخضروات كالطماطم والفاصوليا والكوسه ولقد أمرحنا بها ليلة الخميس ومشينا الساعة (7) صباحاًَ من يوم الخميس الموافق 23/6/1392هـ مارين بعقبة القامة وهذه العقبة نزلنا منها وهي صعبة جداً حيث نرى السحب من تحتنا وأنت نازل ثم يتكشف عن ذلك الأشجار في نفس الوادي الذي نزلنا عليه ويسمى وادي الضر فقرى تنومه فقرية السعافين وقرية الشعب وآل دحمان ثم في الساعة 2/1 , 7 من يوم الخميس وصلنا إلى عقبة الهدار وتعتبر العقبات الثلاث التي مر ذكرها سابقاً من أصعب العقبات صعوداً ونزولا ( علماً بأن الخط لم يكن معبد). ثم قرية قريش ومررنا بقرية لم نتمكن من معرفة اسمها وبها مدرسه مكتوب عليها مدرسة عبد الرحمن الداخل ثم وصلنا إلى الاثنين وقرى كثيرة لم نتمكن من معرفة أسماءها علماً بأن هذه القرى تقع في سفوح الأودية وقد استمرينا في الطريق مدة 5 ساعات ونصف ( بمعدل 20 كم في الساعة ) ثم في 2/1 , 12 ظهراً من يوم الخميس نفسه وصلنا إلى مدينة أبها ودخلنا السوق نبحث عن بيت نسكنه حتى انتهى بنا المقام إلى حي شمسان حيث استأجرنا وجلسنا وارتحنا . وفي يوم الجمعة نزلنا إلى سوق أبها للتمشي فوجدنا مدينة عامرة ناهضة حيه تشير بمستقبل زاهر وقد شملها البناء الحديث وبها شوارع شقت حديثاً من سفوح الجبال وعبدت وحركة مرورية منظمة ومنتزهات شيقة وفنادق حديثة تعتبر من الدرجة الأولى والحقيقة أننا لم نقل إلا القليل عن أبها وسوف تنبئك الأيام وفي يوم السبت الموافق 25/6/92هـ نزلنا إلى إدارة التعليم بأبها وسلمنا على الشيخ محمد بن صالح الفواز مدير التعليم بأبها وقد طلبنا منه أن يعطينا شخص يعرف منطقة أبها بعد أن شرحنا له , أننا لم نقصد من المجيء إلى أبها إلا للتمشي والتعرف على بلادنا ولم يكن من الأٍستاذ / محمد الإ الإجابة فوعدنا بالأستاذ / صالح محمد خليفي البشري المدرس بالمدرسة العزيزية بأبها وهو رجل فاضل وحسن الاخلاق ، ثم رجعنا إلى البيت قبل الظهر وفي نفس اليوم هطلت أمطار غزيرة بعد الظهر سال على أثرها وادي أبها الكبير الذي يخترق المدينة وكان سيل غزير ، ونمنا ليلة الأحد الموافق 26/6/92هـ وفي الصباح أتى إلينا الأستاذ صالح البشري من أجل مرافقتنا وتعريفنا على أبها وضواحيها والقرى المجاورة لها فقررنا زيارة أحد رفيده حيث يوجد السوق المعروف لدى أهالي عسير وكان عرفاً مشهوراً لديهم هذه الأسواق في كل مدينة لها يومها الخاص فأحد رفيدة يومها المعروف هو يوم الأحد من كل أٍسبوع ، وتعتبر أحد رفيده من كبريات المدن بالمنطقة وهي مدينة أثرية قديمة أهلها يعملون في الزراعة والبقية يبيعون ويشترون وهي تقع على خط الأسفلت المؤدي إلى نجران ما بعد خميس مشيط ثم خرجنا على خط الأسفلت متجهين جنوباً فمررنا بقرية تسمى قرية القرحاء وهي محاطة بأشجار الطلح والمزارع ثم مررنا بوادي زيد وعلى جوانبه عدة قرى منها قرية لجوان والدربين أربع قرى وقرية آل غيلان , آل دلهم . ثم مررنا بمفرق قرية آل الشيخ على طريق الدربين ثم قرية آل زهير ثم مررنا بوادي يسمى النمص تابع للدربين وهو مليء بالأشجار من كل نوع ثم قرية آل الطويل وقرية عراب وقرية آل شبيرين قرية الهضبة وقرية سايرة وقرية الدربين تقع في هضبة من الجبال ولا يوجد بها مساحة من الأرض وجبالهم كلها مكسيه بالأشجار المختلفة وأغلب زرعهم الذرة وقليل من البرسيم وفي الساعة 2/1 , 3 بعد الظهر كان الجو لطيفاً ومغيماً وبه قليل من المطر خرجنا من الخميس على طريق نجران إلى جهة الصحن ومررنا بعدة قرى منها قرية المرافه وكذلك وادي الواديين و فيه قرية الطعيم وقرية آل حديله وقرية آل بايع ثم وجدنا قرية في منتصف الجبل المؤدي إلى الصحن تسمى قرية آل حلا وهي من القرى الأثرية القديمة وكانت هذه القرية لا أحد يصل إليها إلا عن طريق الحمير ولكن بعد فتح الطريق المؤدي إلى الصحن كان الوصول إليها سهل حيث عبد الطريق وقد استمرينا في طريقنا إلى الصحن وهذا الطريق حديث عمل من سفح ، ثم رجعنا على نفس الطريق نزولاً حتى وصلنا إلى مدينة جرش الأثرية التي تقع ما بين الخميس واحد رفيده ، وبعد الأذن من الحارس تمشينا للتفرج على الآثار فوجدنا ( رحى) كبيرة عرضها 120 سم وارتفاعها 60 سم وفتحة العيش 20 سم ووجدنا قاعدتها بجوارها .
صورة في منطقة جرش الأثرية ويبدو فيها من اليمين : محمد عبدالعزيز الحجي ثم محمد بن ابراهيم العتيق ثم حمود بن عبدالله الحمود ثم محمد بن عثمان الحليلة.
وفي صباح الثلاثاء الموافق 2/6/92هـ لم نخرج خارج المدينة نظراً لوجود السوق في أبها حيث نزلنا إلى السوق الساعة 8 صباحاً وتمشينا سوياً ووجدنا جميع من كان حول المدينة من بادية وحاضرة يبيعون ويشترون وأخذنا بعض الحوائج التي تلزمنا وفي الساعة (10) عدنا إلى البيت وجلسنا به بعض الوقت وخرجنا في السيارة إلى وادي يسمى عشران وجلسنا به حتى الساعة الواحدة بعد الظهر ثم نزلنا إلى الديرة حيث كان غداؤنا عند الأستاذ صالح محمد البشري والتقينا بالأستاذ محمد ابن عم صالح البشري وهو موظف بإدارة التعليم وقد أكرمنا الأستاذ / صالح حيث أنه ذبح لنا ذبيحة ورحب بنا أحسن ترحيب ونحن بدورنا نشكره على ما لقيناه من حفاوة وترحيب وحسن عشرة وبعد أن تغدينا وشربنا القهوة خرجنا من عنده الساعة 3/1 , 2 عائد ين إلى البيت لأخذ الراحة وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 29/6/92هـ خرجنا إلى طريق السودة المصيف المشهور وكان الجو بارداً ومغيماً وهو طريق شبه وعر حيث أن الطريق صعود مع جبال عالية وقد مررنا بعدة قرى ، ثم وصلنا السودة الذي عليها الكلام وجبال السوده وأرضها مكسيه بأشجار العرعر ومررنا بقرية الضحية وسكانها من أهل تهامة ينزلون في الربيع إلى تهامة بحلالهم وفي الصيف يعودون إلى قريتهم حيث أن تهامة في الربيع دافئة وفي الصيف حارة يطلعون إلى جبال عسير التي فيها أملاكهم ثم دخلنا مزرعة الشيخ فؤاد بن محمد بن سعيد من قبيلة ربيع رفيده ووجدنا أشجار التفح والبرتقال والشيخ فؤاد معروف بالشهامة والكرم ويعتبر من خيرة الموجودين في المنطقة الزراعية ووالد فؤاد موجود على قيد الحياة يبلغ من العمر (155) سنة كما قال لنا بذلك الأخ صالح ولا زال على صحته وقوامه وقوة بصره إلا أننا عند وصولنا لى المزرعة لم نجد فؤاد ولا والده بل وجدنا ابن فؤاد يبلغ من العمر (17) سنة ورحب بنا وحاول أن يكرمنا لكننا استأذنا منه وانصرفنا إلى منتزه المعروف باسم بشار وأقمنا فيه للغداء وكان الجو بارداً جداً
وفي يوم الخميس 1/7/92هـ وفي الساعة 3/1 , 11 صباحاً جهزنا الغداء في البيت وخرجنا به معنا إلى وادي المحالة المشهور الذي يبعد عن المدينة 22 كم وهو يعتبر منتزه قريب من البلد يرافقنا الأخ سعيد بن علي بن صالح وجلسنا من أجل النزهة والمرح على جانب الماء الجاري الصافي العذب وهذا الوادي ينزل عليه وادي أبها ثم في الساعة 2/1 , 3 بعد الظهر تراكمت السحب وزمجر الرعد ونزل المطر فنزلنا إلى البيت وفي صباح الجمعة 2/7 جلسنا حيث صلينا الجمعة مع الجماعة بعد ذلك خرجنا إلى طريق الحجاز وجلسنا في وادي الطلحة وهو كثير القرى والمزارع وتغدينا فيه وقريب المساء نزلنا إلى البيت ونمنا وفي يوم السبت 3/7 وفي الساعة 2/1 , 1 بعد الظهر خرجنا ومعنا غداءنا للنزهة والاستجمام في نفس الوادي وفي الساعة 2/1 , 3 بعد الظهر نزلت الأمطار بغزاره سالت على أثرها الأودية والشعاب وحتى المساء والمطر ينزل وفي يوم الأحد 4/7 وبعد أذان الظهر خرجنا إلى المحالة وجلسنا فيه حتى بعد العصر والمحالة تعتبر منتزه تضيق في يوم الخميس والجمعة حتى أنك لا تجد مكان تجلس فيه من كثرة العوائل والزائرين علماً بأن أشجاره الطلح ، وفي يوم الاثنين 5/7 نزلنا إلى مدينة الخميس وتمشينا في أسواقها وهي تعتبر مدينة حيه تشبه مدينة الرياض في حركتها وهي مزدحمة بالسكان لها مستقبل يبشر بالنمو والازدهار وفي سوق الغنم التقينا بالأخ علي الشهراني سائق تابع لجوازات الخميس ورحب بنا أحسن ترحيب وحاول فينا للغداء إلا أننا اقنعناه بأننا مسافرين وما درينا إلا وهو جايب لنا ذبيحة شاه وقبلناها منه ثم نزلنا لإدارة التعليم في أبها من أجل السلام على الشيخ محمد الفواز مدير التعليم بمنطقة أبها وتوديعه ولم نجده وكتبنا له رسالة نخبره فيها بالسفر ونشكره على ما بذله معنا وودعنا الأخ صالح البشري وشكرناه على ما بذله معنا من جهة مرافقته لنا ثم رجعنا إلى البيت في الساعة 2/1 , 1 قريب الظهر وبعد الغداء في الساعة 2/1 , 2 همينا بالسفر إلى جهة نجران ومشينا من عند البيت الساعة 2/1 , 3 ووصلنا الخميس ووادعنا الأخ فهد الغاشم الذي لقينا منه كل حفاوة وإكرام هو أهل له وقد سبق وأن ذبح لنا ذبيحة ومشينا من الخميس قبل العصر وبعد ما تعدينا أودية أحد رفيدة متجهين إلى سراة عبيدة ثم ظهران الجنوب فنجران ومن القرى التي على خط نجران من بعد قرى أحد رفيده هي آل ناجي آل قرن علماً بأن الخط يمينه وشماله كله قرى تجهلنا أسماءها ثم وصلنا سراة عبيدة وهي كبيرة ومررنا بالعديد من القرى التي على جانب الطريق من بعد السراه ومررنا بقرية تسمى العسرة وقرية الغنم وبها عقبة تسمى هيث وهي أخر قرية من قرى سراة عبيدة ثم قرية البسام وقرية الكهولة وقرية الحرجة وبها مركز دورية وقرية الوقيرة ومررنا قرية أثرية مهدمه مهجورة أسمها الكوله تابعة لقرية أبو لعثة ومررنا بمفرق الفيض على يسار الخط تبعد مسافة 35 كم شرقاً وقرية المرات وقرية آل سفران على يمين الخط وأنت متجه إلى نجران وقرية البصرة وقرية آل شماخ وقرية آل مطير وقرية آل عوران ووجدنا مفرق على يسار الخط يتجه إلى قرية الطلحة ثم وصلنا إلى مركز القراره ثم وجدنا قرى قليلة على طول الخط والطريق بين جبال متعرجة وهو كثير النزول من بعد ظهران الجنوب وأنت تنزل إلى نجران وبعد ذلك وصلنا مركز الثويله قريب المساء الذي يبعد عن أبها 200 كم وعن نجران 65 كم وفي الساعة 8 مساء نزلنا في كمب ابن لادن الذي في الرهدة حيث أن الطريق مقطع نظراً لأن الشغل مستمر فيه ولا حبينا أن نمشي ليلاً لأننا لم نرى شيئاً وبعد أن أصبحنا على يوم الثلاثاء الموافق 6/7/92هـ مشينا متجهين إلى نجران ثم نزلنا عقبة شيليا والطريق ينزل مع أودية عالية وفي جبال شاهقة ثم وصلنا نجران صباحاً بعد مضي ساعة من مباتنا في الرهوة وطول المسافة ما بين أبها ونجران حتى مركز طعزه 295 كم ثم خرجنا بعد وصولنا إلى نجران إلى وادي نجران الساعة 8 وبعد أن أقمنا في نخل يسمى الصفاء وذبحنا ذبيحتنا وارتحنا ونزلنا إلى مكتب التعليم وذلك في الساعة 2/1 , 9 لمقابلة الشاب الأديب الأستاذ / عبد العزيز بن أحمد العياضي دخلنا عليه في مكتبه ورحب بنا أحسن ترحيب وبعد استراحة قصيرة ذهب معنا إلى مقر استراحتنا وسلم على بقية الزملاء الذي لم يقدر لهم النزول وجلس معنا بعض الوقت ، وفي وادي السلسلة وجدنا نخلة حمل لا تشرب إلا من السيل فقط لا يصدق الإنسان عما نقوله فيها إلا بعد أن يراها نخله ترتفع أربع أمتار ومتن جذعها 40/4 سم وجلسنا في محل مقيلتنا إلى ما بعد الظهر وجو نجران يشبه جو الرياض إلا أنه أبرد قليل وكانت ثيابنا الشتائية التي علينا في عسير خلعنا ولبسنا بدلاً منها الألبسة الخفيفة لأن الجو اختلف علينا بحرارة وقريب العصر مشينا يرافقنا الأخ / محمد علي من مكتب الإشراف لزيارة بعض الأماكن المهمة وذلك في الساعة 4 عصراً واتجهنا إلى طريق الموفجة ومررنا بمدرستهم وهي تقع في سفح الجبل من غرب وجنوب الوادي والموفجة كثيرة النخل ونوعيته الصفري وكل القرى التابعة للموفجة والمزارع تقع على جانب الوادي من الجهة الغربية ثم مررنا بمركز الشرطة التابع للموفجة وبعد ذلك نزلنا إلى داخل الوادي ووصلنا إلى مضيق القلد وهو بين جبلين عاليين سعته 7 أمتار . تقريباً وهو ممتلئ بالسيل ولا يعبر معه لا سيارات ولا غيره في الوقت الذي جيناه ، ثم رجعنا قافلين مع نفس الطريق الذي خرجنا منه واتجهنا إلى وادي نهوقة ومررنا في طريقنا بمزارع العنب والخضروات والنخيل ثم واصلنا السير ومررنا بقرية تدعى الجربة تقع في سفح الجبل وجلسنا في نفس وادي نهوقة وتشمينا واتجهنا بعد ذلك إلى داخل نجران وتمشينا فيه ونجران كثير الحركة في البيع والشراء وتعتبر مدينة ناهضة لها مستقبل يبشر بالخير وهو يقع في الجهة الشمالية من الوادي على امتداده وهو كثير النخيل التي أشرنا إلى نوعيتها ويقدر نخله بحوالي مليون نخلة وكان الأستاذ / عبد العزيز العياضي معد لنا محل للإقامة وهي الاستراحة لنأخذ حريتنا ثم نمنا بها بعد أن تنظفنا وغيرنا ملابسنا وفي الصباح من يوم الأربعاء الموافق 7/7 خرجنا إلى الأخدود التي ورد ذكره في القرآن يرافقنا السائق / محمد علي من مكتب الإشراف لمشاهدة الآثار الموجودة من قديم الزمن وذلك في الساعة 2/1 , 8 وهوي تبعد عن البلد مسافة 7 كم وتمشينا بها ووجدنا بها مطاحن كبيرة أي ( رحى ) كما نسميها .
في منطقة الأخدود بنجران ويبدو فيها من اليمين : محمد عبدالعزيز الحجي ثم محمد بن عثمان الحليلة ثم حمود بن عبدالله الحمود.
وعدنا إلى وادي نهوقة حيث موعد الغداء عند الأستاذ / عبد العزيز العياضي , وبعد وصولنا إلى المكان المعد لنا في أعلى الوادي وجدنا الأستاذ عبد العزيز وأخيه صالح في استقبالنا , وجلسنا وتقهوينا , ثم أتى المدعوون من المكتب والمعهد العلمي والصحة وفي الساعة 3 بعد الظهر تغدينا , وجلسنا إلى الساعة 2/1 , 3 , وكان هذا الوادي أكثر نباته أشجار السمر والسدر , ثم استأذنا من الأستاذ للتمشي بعد أن تم توديعنا لهم بكل حرارة وتقديم شكرنا العميق للأستاذ على الحفاوة البالغة التي لقيناها منه وهو محل لها , نزلنا إلى الديرة متجهين من نجران إلى الرياض الساعة 2/1 , 6 وجدنا الأخ عبد العزيز الزكري بانتظارنا وقد حاول أن نقيم للعشاء ولكننا أفهمناه بأننا مسافرون , فما كان منه إلا أن ذهب وأتى لنا بذبيحة خروف , وقبلناها منه ونشكره على شهامته وكرمه .
وفي صباح الخميس 8/7/92هـ استمرينا على طول الطريق الوعر وفي الساعة العاشرة إلا ثلث وصلنا إلى خط الإسفلت المؤدي إلى بلدة تمرة , وواصلنا السفر إلى السليل من أجل الغداء والراحة وذهبنا إلى أحد كبارى السليل الساعة 2/1 , 10 وجلسنا به حتى الساعة 2/1 , 4 عصراً وكان زميلنا سالم اليامي معنا والركاب الذين معه في سيارته نزلوا في القهوة وبعد ذلك وادعنا زميلنا وحيث أنه سوف يواصل سفره إلى الرياض ونحن مشينا بعد ذلك إلى الأفلاج والسليل يبعد عن ليلي 257 كم ثم وصلنا الأفلاج الساعة 2/1 , 7 بعد المغرب ودخلنا البلدة وأخذنا بعض لوازمنا التي نحتاجها من غذاء بعد ذلك خرجنا إلى عين الرأس وأمرحنا بالقرب منها.
وفي صياح يوم الجمعة 9/7 ذهبنا إلى العين وأفطرنا عليها وتغسلنا وسبحنا وأخذنا عنها فكرة وهذه العين مستطيلة وبجانبها مستنقعات من الماء , والعين راكدة ويذكر عنها أنها بالسابق كانت صغيرة ولكن على طول الزمن تهدمت جوانبها في وسطها ولا يعرف عن قاع العين ، وماؤها شبه عذب نظراً لوجود الصباخ الذي جعلها تزيد ملوحتها ثم مشينا من عند العين التي يقدر طولها بواحد كيلومتر وعرضها 250 م وهي تبعد عن ليلى 17 كيلومتراً وخرجنا من ليلى الساعة الثامنة إلا ربع صباحاً متجهين إلى الحوطة فالدلم فالخرج فالرياض ووصلنا الحوطة الساعة العاشرة إلا ثلث وهي تبعد عن ليلى 250 كم ثم وصلنا الدلم والصحنة واستمرينا في طريقنا حتى وصلنا نعجان وأقمنا للمقيال والغداء وفي الساعة 2/1 , 10 مشينا الساعة 2 بعد الظهر نظراً لأننا لم نتمكن من الراحة لحرارة الجو واسترحنا في قهوة المفرق في السيح لمدة نصف ساعة بعد ذلك مشينا قاصدين الرياض وذلك في الساعة 2/1 , 3 بعد الظهر ثم وصلنا الرياض الساعة 2/1 , 4 عصراً ونحمد الله على وصولنا بالسلامة ومقدار المسافة التي قطعناها في السيارة 5533 كم .