

سبحان الحيّ القيوم الدائم الذي لا يموت، سبحان من كتب الفناء على خلقه، سبحان من قال في كتابه الكريم: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. فالموت حق، وهو مصير كل حي، فها هي سهامه تتخطف يوماً بعد يوم، والسعيد والسعيدة من ختم لهما بخير ونالا بعد الموت مغفرة وخير، وجعل الله لهم ألسنة صدقٍ في الآخرين، وتركوا أثراً طيباً بين الخلق من حسن السمعة وطيب الذكر، ففي قبيل ظهر يوم الاثنين 17 ربيع الأول 1421هـ، وبالتحديد قبيل أذان المغرب بدقائق لحقت بها شقيقتها الجدة الغالية (نورة بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، وفي صباح يوم الجمعة من شهر ربيع الآخر لعام 1428هـ لحقت بهما الخالة الغالية (شيخة بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، وفي يوم الأربعاء 3 جمادى الآخرة لعام 1430هـ، لحقت بهن الخالة الغالية (نوير بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، فاللهم أرحم نساء كريمات متواضعات طاهرات، واصلات لأرحامهن، محبوبات بين أقاربهن والناس ككل، عشن التواضع وطاعة الله والإخلاص له (ولا نزكي على الله أحد)، اللهم أغفر لهؤلاء العفيفات مغفرة واسعة، وأجبر مصابنا بفقدهن كلما حل ذكرهن، وأجمعنا بهن في جنات رضوانك، وها هو المقال يتحدث: لحقت بها، لحقت بهما، لحقت بهن، فمتى نتهيأ للموت؟ ومتى نستعد له؟ فما أسعد روح تكون مرتاحة عندما تفيض إلى بارئها، وها هن هؤلاء الفاضلات، الوقورات، خرجن من هذه الدنيا بسمعة طيبة حسنة لم تلههن الدنيا عن الآخرة، بل كن دوماً على استعداد لها، مصليات، صائمات وعن اللغو معرضات، وإلى الله متوجهات وبه واثقات ومن عذابه خائفات، ومشفقات.
