نساء فقدتهن حائل – بدرية بنت إبراهيم الحماد الصائغ
سبحان الحيّ القيوم الدائم الذي لا يموت، سبحان من كتب الفناء على خلقه، سبحان من قال في كتابه الكريم: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. فالموت حق، وهو مصير كل حي، فها هي سهامه تتخطف يوماً بعد يوم، والسعيد والسعيدة من ختم لهما بخير ونالا بعد الموت مغفرة وخير، وجعل الله لهم ألسنة صدقٍ في الآخرين، وتركوا أثراً طيباً بين الخلق من حسن السمعة وطيب الذكر، ففي قبيل ظهر يوم الاثنين 17 ربيع الأول 1421هـ، وبالتحديد قبيل أذان المغرب بدقائق لحقت بها شقيقتها الجدة الغالية (نورة بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، وفي صباح يوم الجمعة من شهر ربيع الآخر لعام 1428هـ لحقت بهما الخالة الغالية (شيخة بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، وفي يوم الأربعاء 3 جمادى الآخرة لعام 1430هـ، لحقت بهن الخالة الغالية (نوير بنت سليمان بن إبراهيم العتيق)، فاللهم أرحم نساء كريمات متواضعات طاهرات، واصلات لأرحامهن، محبوبات بين أقاربهن والناس ككل، عشن التواضع وطاعة الله والإخلاص له (ولا نزكي على الله أحد)، اللهم أغفر لهؤلاء العفيفات مغفرة واسعة، وأجبر مصابنا بفقدهن كلما حل ذكرهن، وأجمعنا بهن في جنات رضوانك، وها هو المقال يتحدث: لحقت بها، لحقت بهما، لحقت بهن، فمتى نتهيأ للموت؟ ومتى نستعد له؟ فما أسعد روح تكون مرتاحة عندما تفيض إلى بارئها، وها هن هؤلاء الفاضلات، الوقورات، خرجن من هذه الدنيا بسمعة طيبة حسنة لم تلههن الدنيا عن الآخرة، بل كن دوماً على استعداد لها، مصليات، صائمات وعن اللغو معرضات، وإلى الله متوجهات وبه واثقات ومن عذابه خائفات، ومشفقات.
لقد تركن (ثلمة لا تسد).. فما أجمل أن نخرج من الدنيا كذلك، ونسعى سعياً دؤوباً إلى الآخرة (دار القرار)، وجزى الله جميع من أحسن إلى جدتي وخالاتي بحسن المعاملة وجميل الصلة ودوام المحبة خير الجزاء، فما أروع أن (يذكرون ويذكرون بخير)، فالبر شيء هيّن، وجه طليق وكلام لين، وشكراً أيّها الأخوال الأعزاء: محمد وحمود وإبراهيم وعبدالرحمن على ما قدمتموه لهن من حسن المعاملة ولطف القول وأداء حق القربى، وأسأل الله للخالتين الباقيتين (هيا وجوزاء) بطول العمر على العمل الصالح والصحة والعافية والسعادة التامة، وأسأله سبحانه يجعل ما قدمتموه لهن ولأخواتهن اللاتي رحلن عن الدنيا في صحائف أعمالكم، وأن يطيل في أعماركم على العمل الصالح وفعل الخير إنه جواد كريم، اللهم آمين.
الجمعة 20 شوال 1430 العدد 13525